تساقط الشعر هي حالة تصيب أكثر من 80 مليون شخص حول العالم، وبذلك فإن حالات الإصابة بها تتعدّد، لتشكّل إجراءات متنوعة لعلاجها. إذ يجد الكثير من الأشخاص سواءً من الذكور أو الإناث في مختلف الأعمار، نفسهم أمام مشكلة تساقط الشعر مكتوفي الأيدي، خاصةً عند رؤيتهم لعدد كبير من خصلات الشعر على وسادتهم، أو عند الاستحمام، أو بشكل طبيعي دون جهد منهم. وعند استمرار هذه الحالة فلابدّ من المسارعة إلى طبيب الجلدية المختص لدراسة حالتك وتلقّيك للعلاج المناسب.
أما الآن دعنا نتعمّق قليلًا في مشكلة تساقط الشعر، عبر التحدث عن دورة نموه الطبيعية، إلى أشكال تساقطه، وعلاجاته، وعوامل الخطر له، وصولًا إلى طرق الوقاية منه.
كيف يكون النمو الطبيعي للشعر؟
ينمو ما يقارب 90% من الشعر مجمل الوقت، وقد تتفاوت مدة نموه بين 2-6 سنوات، وخلال هذه الفترة تكون نسبة 10% من الشعر، في فترة راحة لمدة من الممكن أن تمتد إلى 2-3 شهر، وبعدها يتساقط هذا الشعر مع انتهاء فترة الراحة. لينمو بعد ذلك من جديد، وتبدأ الدورة الجديدة له. كما ينمو شعر الرأس عادةً بنسبة ما بين 10 – 15 مليمتر للأشخاص شهريًا، إما أنها قد تقلّ تدريجيًا كلما تقدّموا بالعمر.
وكما سبق ذكره فإن تساقط الشعر هو مرحلة من مراحل نمو الشعر الطبيعية، ولكن متى يصبح تساقط الشعر غير طبيعي؟ عندما يتساقط الشعر ما بين أكثر من 100 شعرة يوميًا، إذ يعدّ الحد الطبيعي لتساقط الشعر هو بين 50 – 100 شعرة في اليوم.
أعراض تساقط الشعر
قد تلاحظ واحدة أو أكثر من هذه الأعراض عند تساقط الشعر، وهي:
- يصيب عادة الرجال على شكل تراجع الشعر للخلف ليخفّ في الأمام، أما عند النساء فإنه يتم عبر تشكّل مسافات فارغة ما بين الشعر.
- تقصف الشعر.
- احمرار فروة الرأس.
- تورم فروة الرأس.
- الحكة في منطقة التساقط.
- الشعور بالحرقة مكان التساقط.
- الشعور بالألم في منطقة تساقط الشعر.
- ظهور بقع صلعاء دائرية أو غير مكتملة في فروة الرأس، أو الحواجب، أو اللحية.
- تساقط كامل شعر الجسم، بسبب مشاكل صحية معينة أو بعض العلاجات الطبية، مثل العلاج الكيميائي لمرض السرطان.
- تساقط الشعر المفاجئ، كأن تسقط خصلة كاملة من الشعر عند غسله، أو تمشيطه، أو حتى شدّه بهدوء. وقد تصيب هذه الحالة من عانى من صدمة عاطفية أو جسدية.
أنواع تساقط الشعر
تختلف العديد من أنواع تساقط الشعر، حسب المُسبِّب لها، ومنها:
تناقص الشعر والصلع الوراثي
تسمى هذه الحالة أيضًا بالثعلبة ذكرية الشكل أي الصلع، وهي أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا، حيث أنها تنتقل وراثيًا من الأم والأب. وقد تظهر هذه المشكلة في العقد الثاني أو الثالث ووصولًا إلى العقد الرابع من العمر، كما أنها قد تصيب النساء عندما يكون شعرهن خفيفًا جدًا، ولكنه لا يصل إلى مراحل الإصابة بالصلع التام.
الثعلبة البُقَعِيّة
هي تساقط الشعر الجزئي، عبر ظهور بقع صلعاء صغيرة ودائرية صغيرة نسبيًا، ولم يُعرَف ما الأسباب التي تؤدي إلى ذلك إلى الآن. إلا أنها قد تكون لها علاقة بالجهاز المناعي عند حدوث مشاكل مناعية، فقد يؤثر ذلك على الشعر مُشكّلًا الثعلبة البقعية. كما يمكن أن تحصل هذه الظاهرة عند الأطفال أو البالغين في مختلف الأعمار. وقد يؤثر هذا النوع على الشعر مُحدِثًا سقوطًا كاملًا له ولشعر الجسم أيضًا.
تَساقط الشعر الكَربي
قد تؤثر بعض العوامل؛ كالمرض أو الضغط أو التوتر النفسي في الإصابة بهذا النوع، والتي قد تساهم في دخول الشعر في فترة راحة للدورة الطبيعية لنموّه، مما يؤثر على سقوط الشعر بكميات على فترات، وقد تكون هذه المشكلة مؤقتة. كما يؤدي إجراء العمليات الجراحية، أو الإصابة بمرض مزمن، أو نقص الحديد، أو غيرها لحدوث هذا النوع من تساقط الشعر.
سعفة الرأس
ينتج هذا النوع عن التلوث الفطري الذي يسببه الفطر الجلدي، وتظهر على شكل بقع قشرية على فروة الرأس، وقد تستمر هذه البقع بالاتساع والانتشار، مُسبِّبةً تقصفًا للشعر، واحمرارًا في لون الجلد، والانتفاخات. حيث يعدّ مرض سعفة الرأس معديًا، ويكثر انتشاره بين الأطفال، كما يمكن علاجه ببعض الأدوية التي يجب أن يصرفها طبيب الجلدية.
هَوَس نتف الشعر
يقوم المريض في هذا النوع بثني شعر الرأس، أو الحاجبين، أو الرموش، بشدّه وقوة. وتعدّ هذه الحالة عادة سيئة أكثر من أنها مشكلة صحية، ولابدّ من الحصول على استشارة لِتثقيف المريض حول الأضرار والأعراض الجانبية لهذه الظاهرة. حيث أنه قد تؤثر العوامل النفسية كالتوتر والضغط النفسي الحادّ لحدوث هذه المشكلة.
الثعلبة الندبيّة
يحدث هذا المرض بحالات نادرة جدًا، ويتسبّب في ظهور بقع صلعاء يرافقها الحكة والألم. وقد يؤدي ذلك إلى حدوث الندبات، وتساقط الشعر. ويعدّ العامل المسؤول عن الإصابة به غير معروفًا، إلا أن العلاج يعمل على الحدّ من انتشار الالتهاب لأجزاء أخرى من فروة الرأس.
تساقط الشعر بسبب العلاج الكيميائي للسرطان
عند تلقي علاج كيميائي أو علاج إشعاعي لمحاربة مرض السرطان، فقد يتم فقدان جزء أو معظم الشعر، منذ بداية العلاج.
صدفية فروة الرأس
يصاب الكثيرون من مرضى الصدفية اللويحية، بالصدفية في فروة الرأس، في مرحلة معينة من المرض. وقد يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر.
عوامل الخطر
يمكن أن يتزايد خطر تساقط الشعر، بسبب العوامل التالية:
- التاريخ العائلي للإصابة بالمرض.
- عمر المريض.
- فقدان الوزن الكبير بسبب عوامل مختلفة.
- بعض الحالات الطبية، كمرض الذئبة، وداء السكري.
- الإصابة بالتوتُّر بشكل مستمر.
- سوء التغذية.
اختبارات منزلية لمعرفة تساقط الشعر الطبيعي من غيره
تستطيع عند ظهور أي من الأعراض السابقة، أن تقوم بعمل بعض الاختبارات في المنزل بنفسك، وإن استمرت لابدّ بعدها من استشارة طبيب الجلدية، لعلاج تساقط الشعر المناسب:
اختبار السحب
باستطاعتك أخذ 60 خصلة تقريبية من شعرك بين أصابعك، وتمريرها، فإذا تم سقوط 8 خصلات بشكل تقريبي، فهو تساقط طبيعي، أما إذا كانت أكثر من 15 خصلة فما أكثر فهو تساقط شعر غير طبيعي.
اختبار التمشيط
قم بتمشيط شعرك من الخلف وحتى الأمام على قطعة بيضاء، وإذا وجدت أكثر من 15 عشر خلصة، فإن هذا التساقط غير طبيعي.
علاج تساقط الشعر
تختلف علاجات تساقط الشعر، من حالة لأخرى وهذا بناءً على مدى انتشار فقدان الشعر أو الصلع وشكلها، وذلك من المؤكد سيُساعدك في تحديده طبيب الجلدية، إضافةً إلى احتياجاتك والعلاج المناسب، ومن هذه العلاجات:
حقن الميزوثيرابي للشعر
الميزوثيرابي يعدّ من التقنيات الحديثة التي تُعالج تساقط الشعر بفاعلية كبيرة، خاصة عندما يتم دمجها مع البلازما للشعر، والتي تحتوي على 5 أضعاف تركيز الصفائح الدموية في الدم. وهو يعدّ من أفضل العلاجات الحالية للمساعدة على الحفاظ على صحة الشعر، ومنع تساقطه. ومن العلاجات الأخرى التي يقوم بها الميزوثيرابي:
- يعيد تصحيح الاختلالات الهرمونية التي حدثت في بصيلات الشعر وما حولها.
- يعمل على تغذية الشعر.
- يحفّز الدورة الدموية في فروة الرأس، ويقوي مناعتها.
- التحكّم في التهابات فروة الرأس.
علاج تساقط الشعر بالبلازما
العلاج بالبلازما (PRP)، يتم عبر أخذ عينة من دم المراجع ومعالجتها ليبقى تركيز البلازما غني بالصفائح الدموية، ثم يتم حقنها مرة أخرى في فروة الرأس. ويعتبر من الإجراءات الطبيعية في تحسين نمو الشعر، وبالتالي زيادة كثافة وصحة الشعر.
حقن الإكسوزوم للشعر
واحدة من أهم التقنيات الحديثة المتواجدة، والتي تعدّ فعالة في علاج تساقط الشعر، وإعادة لمعانه، وتعزيز صحّته. وذلك لتواجد المادة طبيعيًا في جسم الإنسان، وخصائصها التجديدية، وتعزيزها للاستجابة المناعية في الجسم.
إذ أن الاكسوزوم هي حويصلات صغيرة الحجم، يتراوح قطرها بين 30 – 200 نانومتر. تتشكل خارج الخلية وتلعب دورًا هامًا في التواصل الخلوي، والتوازن الداخلي.
يتم استخراج هذه الاكسوزومات من خلايا الدم أو الأنسجة الدهنية، وبعدها يتم حقنها في البشرة لتحفيز عمليات التجدد الطبيعية، وتعزيز الاستجابة المناعية في جسم الإنسان. كما أنها من أفضل الإجراءات غير الجراحية التي تساعد في تجديد نعومة البشرة وشبابها. أضافةً إلى قيامها بـ:
- تعزيز نمو بصيلات الشعر: تحتوي هذه الحويصلات على عوامل نمو وجزيئات أخرى، تعمل على تعزيز نمو بصيلات الشعر.
- تحفيز تكوين الأوعية الدموية: تعمل على تعزيز نمو الأوعية الدموية الجديدة، لتحفيز تغذية بصيلات الشعر.
- تحسين دورة نمو الشعر: وذلك لتعزيز نمو الشعر من جديد، ومنع تساقط الشعر.
- تعالج الالتهابات: تعمل مكونات الاكسوزوم على الحدّ من الالتهابات في فروة الرأس.
إجراء عملية جراحية لترميم الأجزاء المفقودة من الشعر
يقوم أطباء وجراحو الجلدية، بأنواع مختلفة من العمليات الجراحية لاستعادة الشعر المفقود، وترميم أماكن تساقطه. وهذا الخيار يعدّ مناسبًا لمن يبدو عليهم الصلع واضحًا، أو لأصحاب الشعر الخفيف جدًا، أو من يعانون من تساقط الشعر نتيجة إصابة فروة الرأس، أو إصابتهم بالحروق.
زراعة الشعر
قد تحتاج بعض الحالات لزراعة الشعر، كما أنه قد تفشل بعض العلاجات الدوائية في علاج تساقط أو فقدان الشعر. فبالتالي تعدّ عملية زراعة الشعر هي الحل الأفضل في مثل هذه الحالات. ومن أفضل المرشحين لها هم الرجال الذين يعانون من الصلع الذكوري، والنساء اللاتي يعانين من الشعر الخفيف. إضافةً إلى من فقدوا شعرهم نتيجة الحروق أو الجروح.
العلاجات الأخرى
ومن العلاجات الأخرى لتساقط الشعر، هو العلاج المناعي الذي يتم عبر تطبيق مادة كيميائية على بقع الصلع، والعلاج بالضوء فوق البنفسجي، وجراحة تصغير أو توسيع جلد فروة الرأس حسب الحالة. كما أنه قد يتم اعتماد العلاج المركب في بعض الحالات، وذلك عبر تطبيق أكثر من تقنية علاج على فترات متفاوتة والتي قد تصل فترة علاجها لعدة أشهر وفي بعض الحالات لبضع سنوات.
الوقاية من تساقط الشعر
عليك اتباع بعض السبل للوقاية من تساقط الشعر:
- قم باختيار المنتجات المناسبة لطبيعة شعرك.
- تصرف برفق مع شعرك خاصة وهو مبلل عند استخدام المنشفة أو عند التمشيط.
- امتنع قدر الإمكان عن الاستحمام بالماء الساخن خاصة على الشعر.
- قم بتدليك فروة الرأس بشكل دوري، لتعزيز الدورة الدموية فيها.
- اعتنِ بنظام غذائي صحي، مليء بالألياف والبروتين وغيرها.
- قم باستشارة الطبيب لأخذ الأدوية والمكملات الغذائية المناسبة.
- احمِ شعرك من أشعة الشمس الضارة.
- أقلِع عن التدخين.
وبذلك فإننا قد أجبنا على معظم الأسئلة الشائعة التي يتداولها الكثيرون، وإذا كانت لديكم أي استفسارات أخرى، يسرّنا الرد عليها عبر الاتصال على رقم العيادة: (+962) 799377600.
وإذا كنت تعاني من تساقط الشعر أو من أي من الأنواع السابقة، لا تتردّد باستشارة طبيب الجلدية لاختيار العلاج المناسب لحالتك. وفي هذا الصدد، بإمكانك زيارتنا في موقع عيادة الدكتور، أو حجز موعدك. أو عبر متابعة موقعنا الإلكتروني dradas.com باستمرار لأحدث المقالات في مجال طب الجلدية ولمعرفة أفضل التقنيات التجميلية.