جدول المحتويات
يعتبر ظهور النمش في العين من البقع الحميدة التي تسبب الوحمة إلى حد كبير، ورغم ذلك هي تثير القلق لدى الكثيرين، وخاصة أنها تظهر في العين، والتي تعتبر من المناطق الحيوية التي تتطلب فحصًا دقيقًا وعناية بالغة للاطمئنان على صحتها، والعديد من المناطق المجاورة لها التي تشتمل على الأعصاب، الأوعية الدموية، العقد الليمفاوية، وأيضًا تلك المراكز الحيوية التي تتعرض للغزو من قبل الأورام السرطانية التي يمكن أن تتحول إليها تلك الوحمات والنتوءات الداكنة.
ما هي الحالات التي تسبب النمش في العين؟
يبدأ ظهور النمش في العين بسبب تجمع تلك الخلايا المسؤولة عن تكوين وإفراز الميلانين الذي يسبب اسمرار البشرة، وفي الغالب يرجع سببه إلى العوامل الوراثية والجينية، ويساعد على ظهورها التعرض لأشعة الشمس الشديدة بصفة مستمرة.
أيضًا قد يظهر النمش منذ الولادة على الأطفال، وربما يظهر فيما بعد في المراحل المتقدمة من العمر، ولكن أيًا كان وقت ظهورها فلابد من فحصها جيدًا من قبل الطبيب المختص.
وهناك حالات معينة تسبب ظهور النمش في العين، وهي تترتب كما يلي:
- الشامات الملتحمة: وهي عبارة عن بقع داكنة اللون تظهر في الملتحمة، تلك الجزء الأبيض الذي يظهر من العين، وهي تعتبر النوع الأكثر شيوعًا كما أنها تشكل جزءًا كبيرًا من مشاكل وأمراض الملتحمة، وبالنسبة للعمر الذي تظهر فيه فهي تظهر أثناء مرحلة الطفولة.
- الشامات القزحية: وهي عبارة عن بقع داكنة اللون تظهر في القزحية، تلك الجزء الملون الذي يظهر في العين، وهي تمثل من أكثر الشامات التي تصيب العيون بنسبة تتعدى 50%، كذلك تعتبر من البقع الحميدة التي تظهر عند التعرض لأشعة الشمس الشديدة بكثرة، وعادة لا تثير القلق لدى الأطباء، لأن خصائصها لن تجعلها تتحول إلى الأورام الخبيثة.
- الشامات المشيمية: وهي عبارة عن بقع داكنة اللون تظهر في الجزء الخلفي المكون للعين، وهي منتشرة للغاية فمن بين كل 10 أشخاص يمكن أن تصيب شخص واحد، كما أنها عبارة عن بقع سطحية حميدة ولكن قد تتحول إلى أورام سرطانية بنسبة قليلة للغاية.
ما هي الأعراض الأخرى التي قد تصاحب النمش في العين؟
تتدرج أعراض ظهور النمش في العين، وعلى حسب ذلك يتحدد مدى خطورتها على المريضة، وهي تترتب على النهج التالي:
- تتخذ بقع النمش شكل الوحمات الداكنة التي تظهر على الجلد بحجم معين، ويمكن أن تظل كما هي دون أن يتغير حجمها.
- في حالة التعرض لبعض التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء البلوغ، وكذلك الحمل يمكن أن يزيد عمق لونها الداكن بشكل ملحوظ.
- قد لا تظهر بقع النمش في العيون بسبب لونها، ولذا سوف يتم الكشف عنها بواسطة أجهزة فحص العين.
- يكثر ظهور النمش في العين لدى ذوات العيون الزرقاء الفاتحة، وفي هذه الحالة سوف يكتشفها المرضى بسهولة داخل العين.
- ربما يتسبب النمش في العين إلى ترشيح قدر من السوائل إلى الخارج، وأيضًا نمو المزيد من الأوعية الدموية التي تساهم في تغذيتها بشكل غير طبيعي يؤثر على نفس المنطقة.
- قد يزداد مدى خطورة ظهور النمش في العين للحد الذي يتسبب في انفصال الشبكية تمامًا وعدم القدرة على الرؤية من جديد.
هل يمكن أن يسبب النمش في العين مضاعفات؟
نعم، هناك احتمالية قليلة لتحول ظهور النمش في العين إلى أورام سرطانية في نفس المنطقة التي تنمو بها هذه البقع الداكنة، وهذه من أهم المضاعفات الخطيرة التي لابد من أخذها في الاعتبار.
لذلك وجب على جميع المصابين بالنمش في العين متابعة الطبيب المختص للبدء في الفحوصات اللازمة التي تضمن لك الكشف عن طبيعة مثل هذه البقع، والكشف عن مدى تحولها إلى ورم سرطاني يصيب الخلايا المسؤولة عن إفراز الميلانين.
وبالنسبة لورم العين الميلانيني فهو يرتبط بمجموعة من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة به مثل:
- التقدم في العمر، وخاصة ظهور النمش في العين مثل: الشامات القزحية.
- لون العيون الفاتحة، والتي تتعرض بنسبة أكبر لظهور الشامات في العين.
- التعرض إلى أشعة الشمس الشديدة يؤدي إلى نمو السرطانات التي تصيب الخلايا المسؤولة عن إفراز الميلانين.
هل يحتاج النمش في العين إلى علاج؟

لن تحتاج حالات ظهور النمش في العين إلى علاجات مخصصة، لكونها بقع داكنة حميدة لا تحتوي على أي أورام سرطانية، ولكن إذا تحولت إلى ورم سرطاني لابد من مراقبتها جيدًا لعلاج أي أعراض تتسبب في ظهورها.
أيضًا إذا تسببت في حدوث أي من الأعراض الشديدة التي تؤثر على درجة الرؤية لدى المرضى يجب إجراء التدخلات الجراحية التي تعتمد على خبرة الأطباء في إزالة الورم السرطاني وفقًا للتشريح الطبي المخصص له.
تتمثل التدخلات الجراحية التي يمكن إجراؤها لإزالة الورم السرطاني في خلايا الميلانين في تلك الإبرة البسيطة التي يتم استخدامها في إزالة النمش من العين، وإذا لم يتمكن الطبيب من علاجها بالتدخل الجراحي أو في حالة رغبة العميل في عدم الخضوع للتدخلات الجراحية يمكن علاجها باستخدام أشعة الليزر الموجهة ناحية الأنسجة لإزالة الورم، والتخلص من أعراضه الشديدة.
والجدير بالذكر أنه يجب التأكد جيدًا من ماهيتها، لأن بعض البقع قد تشبه النمش ولكنها قد تكون بسبب عوامل أخرى يمكن علاجها أو التعامل معها مثل:
- الإصابة ببعض الأمراض الجلدية.
- تناول الأدوية التي تعمل على تغيير لون العينين، وظهور البقع بالكامل.
- التعرض للصدمات والحوادث التي تتسبب في حدوث نزيف للعين مثل: الضرب وغيره.
- التقدم في العمر، لذا تجد هؤلاء كبار السن مصابين بمثل هذه الوحمات.
ما هي التوقعات بالنسبة للنمش في العين؟
أشارت جميع توقعات الأطباء بشأن مضاعفات ظهور النمش في العين إلى أنها لن تتحول إلى أورام سرطانية خبيثة إلا بنسبة منخفضة للغاية حوالي 0.0005%، ووفقًا لذلك نصحوا المرضى بضرورة إجراء الفحوصات اللازمة للكشف على مدى سلامة العين على فترات منتظمة.
حيث تشتمل هذه الفحوصات على تقنيات التصوير المختلفة ذات الدقة العالية مثل: تصوير العين بالفلورسنت كالشبكية، الموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية المستخدمة في فحص العيون بدقة عالية للغاية.
هذه الفحوصات سوف تساعدك على الكشف عن الوحمات أو الشامات بأنواعها المختلفة من حيث الحجم، سرعة النمو، وكذلك نسبة السوائل التي تحتوي عليها.
كما أن هناك مجموعة من الأعراض التي يمكن الانتباه إليها جيدًا بمجرد ظهورها، لأنها تشير إلى زيادة نسبة الخطوة مثل: ارتفاع ضغط العين Glaucoma، زيادة حجم العين بسبب إفراز كميات عالية من السوائل، حدوث تغيرات في لون العين، الشعور بالآلام الشديدة في العين، أيضًا لابد من مراقبة حجم الشامات جيدًا فإذا زادت عن 2 مم لابد من العودة إلى الطبيب على الفور.
وفي الختام، من واقع خبرتنا في التعامل مع حالات ظهور النمش في العين، نحن ننصحك بضرورة عمل فحوصات دورية على العين على فترات منتظمة، فالمعظم يظهر لديه مثل هذه البقع، ولكن القليل من يأخذ الأمر على محمل الجد ويبحث عن مدى خطورة الأمر، كما وجب التنبيه على أصحاب العيون الفاتحة ضرورة إجراء هذه الفحوصات على وجه الخصوص، فهم يملكون نسبة قليلة من الميلانين، لذا لن تحميهم من الأمراض الناتجة عن كثرة التعرض إلى الشمس.